The best Side of لعل الخير في الشر
The best Side of لعل الخير في الشر
Blog Article
فقد بيَّن سبحانه وتعالى أن الحكمة التي يؤتاها فرد واحد (خير كثير) وأن الدنيا بأسرها ( متاع قليل) فإذا كان ما يستعظمه الناس من أمر الدنيا كلها، قليلاً إلى جانب ما يرزق فرد واحد من الحكمة، فأي سعادة تتملاها ضمائر الحكماء من هذا الخير الذي وصفه الله تعالى بأنه كثير...؟!
قُلْتُ: فإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِمَامُ وَلاَ جَمَاعَةٌ. قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَو أنْ تَعَضَّ بأصْل شَجَرَةٍ حَتَّى يدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلى ذَلِك».
أما انفعال الحياة الباطنة الذي يتم من وراء بشرية المرء بجهد التأمل والاستبصار، فهو في الإنسان حياته الآخرة، مقابل حياته الدنيا التي قدَّمنا... وهو انفعال لا يملكه الحيوان، لأنه لا يملك القدرة على الاستبصار بتبيين دلالات الأشياء على ما وراءها من صفات القدر.
حقوق النشر والتأليف محفوظه لأصحابها تبعاَ لأسماءهم وتصنيفاتهم
بقوله: (إن الله تعالى خلق آدم على صورته) فليس لله سبحانه وتعالى صورة حسيَّة، إنما هي الصفات، قال الإمام النيسابوري في تفسيره شارحاً ذلك: (أي على صفته، فأعطاه ـ على ضعفه ـ من كل صفة من صفات جماله وجلاله أنموذجاً).
فمنذ ان اصبح هنا خرق سفينة “مساكين البحر” خير لهم من سلامتها، وقتل فلذة كبد “أبوين مؤمنين” رحمة بهما، وبناء جدار يستر كنزا بقرية اهلها اشحاء، صونا واجبا لحق يتيمن صغيرين لم يبلغا اشدهما كان ابوهما أو ابواهما صالحين.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
من القضايا الأزلية التي حيَّرت الإنسان وأرهقتْه، وبدَّدت قواه العقلية ومزَّقته: قضية الخير والشر.
فهذا (الخير ) الذي شرط الله أن يعلمه في القلوب، ليس مالاً يُحاز، ولا عَرَضاً يقتنى، إنما هو خصائص، ونيّات، وصفات مما ينشئه الإيمان في القلوب.
وأعجبه من ذلك ما أعجبه ـ بحكم ما له من ميول وغرائز تنفعل تلقائياً بأثر الحواس ـ فكان هو الخير... وساء من ذلك ما ساءه ـ بحكم تلك الغرائز نفسها ـ فكان ما ساءه هو الشر.
فقَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدييِ يُعْرَف منهُمُ ويُنْكَرُ» قُلت: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخيرِ مِنْ شَرّ? قَالَ: «نَعَمْ دعاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ الخير في اطراف الشر مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيها». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا.
ولعل نقطة الارتكاز في هذا البحث أن تعرف علاقة الشر والخير بالنفس البشرية :هل هما من فطرة تلك النفس؟ أو هما طارئان عليها ؟ أو أن أحدهما طارئ عليها، والآخر غريزي فيها؟.
وفي الآية من المعاني: أن مفهوم الآخرة ليس مقصوراً على دار الجزاء الأخروي بعد البعث، بل يشمل آخره بمعنى آخر، هي عالم الباطن الذي يغفل عنه الناس وهو حاضر معهم... آخره هي معدن خيرهم المعنوي ومصدره الذي تحدثنا عنه...
ففي هذه الآية الكريمة بين الله عز وجل ما حدث وسببه والحكمة منه أو الغاية.